أَحْلام مُبَعْثرة
قد يكون كل شيء هادىء، نعم هو كذلك هادىء جداً، لا تتعجبوا فنحن نتوجع بهدوء، نبكي في صمت، نبتسم بخجل ونموت أيضًا بهدوءٍ
لا أحد منكم سمع صوت الأيام ولا السنون ولا العمر له صوت أصلاً ولعلَ له صريراً لا يسمع، حتى الصراخ لم يعد له صوت وإن كان له صوت لكنه دون صدى
نحن كالمياه الراكدة قد تحركنا بعض من الرياح العاتية لكننا لا نصلح لشيء، بل نحن أشبه بالكوليرا……
و بعد كل جريمة قتل وفتك وبطش نعيش الهدوء، أليس (جميل) هدوئكم هذا!
ما زال أولئك البسطاء يأكلون مشاعرهم وأحاسيسهم بدل رغيف خبز وفي هدوء تام، نعم الهدوء متوفر بعدد قطع السلاح في بلادي…..
مضى العمرُ ونحن واقفون، ما زلنا (واقفون) ممسكين السراب في إنتظار الوهم ملتحفين الخيال
ويلتهمنا الوقت بهدوء، حتى فرقعة القنابل وأزبز الرصاص نستقبله بهدوء
كانت للكلمات ضجة وهدير وثورة أيضًا واليوم تتابعونها بهدوء حتى نفدت المحبرة، جف القلم وماتت الكلمة بهدوء
كل الشفاه متورمة من الكذب والثرثرة فالصدق بات له مقبرة، الضمير يحتاج إلى قسطرة والقلوب أيضاً بحاجة إلى صقل وسَنْفرة والعقول إلى تصليح وسَمْكرة وأرضنا مقفرة والأيادي مُكبلة مقيدة والأماني مُعلبة والأحلام مبعثرة، الوضع زاد عن حـده، نحتاج كلنا على بعضنا إلى إعادة تدوير وتأهيل ودَسْترة،
يا صديقي صار الموت أفضل خيار للحياة…..
هل لنا في العمر رصيد لنبحث عن صوتٍ جديد مسموعًا كالنشيد يذيب الجليد أم لمْ يعد شيئًا يفيد ونموت ككل مرة الف مرة ومرة وبهدوء……
🖊الحسين صبري 🇱🇾
ملتقى أدباء الشرق 